سيدنا ايوب عليه السلام وكيف تحمل شده البلاء ومن هى زوجته من اجمل واصلح نساء الارض وكيف كان عوض الله له ......

 

سيدنا ايوب عليه السلام

مقدمة :

ايها القاريء سوف تبكى اذا قراءت قصه اليوم بتركيز حتى النهايه ، لان من اجمل واروع قصص الانبياء قصه سيدنا ايوب عليه السلام  ، لما تحمله القصه من مواعظ وحكم فى الصبر والرضا والايمان بالله وبالقضاء والقدر  ، لكن قبل ان ندخل فى قصه سيدنا ايوب عليه السلام لابد ان نتحدث عن امور هامه يجب فهمها جيدا .

سيدنا ايوب عليه السلام ذكر اسمه بالقراءن الكريم 4 مرات  ، لم يختلف على نبوته القراءن الكريم او التوراه  ، لكن فى الكتاب المقدس العهد الجديد فهو القديس ايوب البار او ايوب الصديق فهو قديس فى المسيحيه .

فى قصتنا اليوم سوف نتحدث عن قصه سيدنا ايوب عليه السلام كما جاءت فى القراءن الكريم  ، وتحدث عنها بن كثير فى كتابه لقصص الانبياء  ، وسوف نذكر بعض الاختلافات بين الفقهاء خصوصا فى نسبه ونسب زوجته .

ذكرنا فى قصه سيدنا يعقوب عليه السلام انه كان له اخ يسمى العيص  ، هم الاثنين ابناء سيدنا اسحاق عليه السلام وسيدنا يعقوب انجب 12 ولد وبنت  ، والعيص انجب ابناء ايضا وكلهم كانوا يسكنون فى الارض المباركه (فلسطين).

لقراءه ومراجعه قصه سيدنا يعقوب عليه السلام اضغط هنا .

ركز معى جيدا  ،  سيدنا ايوب اختلف العلماء والفقهاء على نسبه هل هو بن العيص ام حفيد العيص وايضا اختلفوا العلماء والفقهاء على نسب زوجته هل هى بنت سيدنا يعقوب ام حفيده سيدنا يوسف عليه السلام وهل كان اسمها ليا ام اسمها رحمة .

الاسم : ايوب بن موص بن رزاح بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم عليه السلام . ( فى كتاب بن كثير ).

او الاسم : ايوب بن موص بن رعويل بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم عليه السلام . ( فى كتاب التوراه ).

لكننا سوف ناخذ بكلام العالم والمفسر الجليل بن كثير وهو ان سيدنا ايوب حفيد العيص بن اسحاق عليه السلام من رزاح وكانت زوجته ليا حفيده سيدنا يوسف عليه السلام .

 

القصه :

 

سيدنا ايوب عليه السلام كان يعيش بمدينه حران  ، وكان غنى جدا بطريقه لاتوصف فهو كان يمتلك من الاراضى والمواشي والاموال والخدم والعمال ما لاحصر لهم  ، عندما سافر الى مصر للتجارة قابل حفيده سيدنا يوسف اسمها ليا وكانت فى قمه الجمال وكان اجمل شيء بها هو شعرها  ، تزوج سيدنا ايوب بحفيده سيدنا يوسف وسافر هو وزوجته الى حران .

سيدنا ايوب عليه السلام وزوجته كانوا يطعموا جميع اهل القريه واى شخص عابر سبيل  ، ولم ياكلوا حتى يشبع المحتاجين وكان سيدنا ايوب دائما يحمد الله ويشكر فضله لما انعم عليه من نعم كثيره جدا ودائم العباده لله واحده  ، كان سيدنا ايوب يعلم الناس كيفيه عباده الله قبل ان ينزل عليه الوحى .

مرت سنوات وسيدنا ايوب هو وزوجته يفعلون بشكل يوم هذه الاعمال الخيرية وبداء ينجبون الاطفال حتى انجبوا 7 ابناء ولاد و 7 ابناء بنات فكان لديهم 14 طفل  ، وكان الله سبحانه وتعالى يزرق سيدنا ايوب وزوجته ليا من الخيرات الكثير والكثير  ، بداء اهل قريته يتعلمون من سيدنا ايوب كيفيه العباده لله  ، لانهم كانوا يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى يرزق سيدنا ايوب من وسع بسبب عبادته  ، هم كانوا يطمعون ان يصبحون مثله  ، ونزل الوحى على سيدنا ايوب وهو فى عمر الاربعين عام  ، من هنا بداء يعلم الناس ان عباده لله  ليست مرتبطه بالرزق الوفير  ، لان العباده حق و فرض على كل انسان ليست العباده اختيار للبشر .

كبر ابناء سيدنا ايوب عليه السلام وكانت زوجته ليا كل شهر تعمل وليمه ضخمه جدا فى منزل احد ابنائها ويتجمع بالمنزل سيدنا ايوب وزوجته ليا وابنائه كلهم  ، وكان فى ذلك اليوم يتم ذبح الجمال للفقراء والمساكين ويتم التصدق لهم بالاموال .

وفى يوم يقال ان ابليس اللعين كان متواجد فى السماء فقالت الملائكه له اقدرت على عبد الله ايوب بشيء ،  فكان رد ابليس اللعين ( كيف ان اقدر على ايوب فى شيء وقد كرمه الله بالمال الوفير والخير الكثير ،  فلو ابتلاه الله بغير ذلك لبعد عن طاعه الله وسهلت عليا اغوائه ) .

نزل ابليس اللعين الى الارض وتجسد بهيئه رجل وبداء يوسوس لقوم سيدنا ايوب  ، يقول لهم انكم بعبادتكم تزيدون ايوب غنى وثراء وانتم تزيدون فقرا  ، قال ابليس لهم اذا كان ايوب مثلكم فقيرا  ، لبعد عن هذه العباده  ، بداء قوم سيدنا ايوب يقتنعون بكلام ابليس اللعين ويزيد الجحود لديهم وينكرون ويستنكرون من سيدنا ايوب وزوجته وابنائهم ايضا .

وفى يوم من الايام كان سيدنا ايوب يجلس بمحرابه يتعبد لله الواحد الاحد  ، دخل عليه خادم له ويقول لقد هاجمنا اللصوص وقتل مننا الكثير وسرقوا الماشيه كلها ونحن الان لانملك شيء من المواشي  ، فقال سيدنا ايوب عليه السلام ان لله وان اليه راجعون  ، بعد ذلك دخل سيدنا ايوب المحراب وبداء يصلى لله ويشكر الله سبحانه وتعالى ويحمده .

وفى اليوم الثانى كان سيدنا ايوب عليه السلام بالمحراب يتعبد لله  ، دخل عليه خدام المزرعه وقالوا له لقد نزلت صاعقه من السماء حرقت الاراضى والمحاصيل كلها ولم نملك الان شيء من الارض  ، فقال سيدنا ايوب عليه السلام ان لله وان اليه راجعون  ، بعد ذلك دخل سيدنا ايوب المحراب وبداء يصلى لله ويشكر الله سبحانه وتعالى ويحمده ..

وفى اليوم الثالث كان هذا اليوم الذى يتجمع فيه ابناء سيدنا ايوب فى منزل احدهم بالفعل تجمع 14 ولد وبنت داخل المنزل وينتظرون سيدنا ايوب و امهم ليا  ، لكن الذى حدث ان جاءت دوامه اعصاريه نسفت المنزل على ابناء سيدنا ايوب وماتوا جميعا وعندما شاهد سيدنا ايوب عليه السلام وزوجته المنزل وهو محطم على ابنائهم بكوا بكاء شديد جدا جدا  ، قال سيدنا ايوب عليه السلام ان لله وان اليه راجعون  ، بعد ذلك ذهب سيدنا ايوب المحراب وبداء يصلى لله ويشكر الله سبحانه وتعالى ويحمده  ، لكن دخلت عليه زوجته ليا وبداءت تتحدث معه وتقول له ادعى الله سبحانه وتعالى ان يفك الكرب  ، لكن سيدنا ايوب رفض و قال لها انى استحي من الله عز وجل ان اطلب تغير قدرى وبداء يشكر ويحمد الله على كل شيء .

يقال من شده هذا الابتلاء ابليس اللعين كان هو نفسه يستعجب من هذا الابتلاء وذهب الى سيدنا ايوب وقال له ماذا فعلت يا ايوب ،  لكى ينزل عليك كل هذا الابتلاء  ، لكن سيدنا ايوب رفض التحدث مع ابليس واستعاذ بالله فهرب ابليس من امامه  ، وبداء سيدنا ايوب عليه السلام الاستمرار فى الشكر والحمد لله وحده .

بعد مرور عده ايام بداء يظهر على سيدنا ايوب امراض جلديه وبدات تنتشر فى جميع جسده ،  لدرجه ان سيدنا ايوب كان غير قادر على الحركه  ، لان المرض الجلدى انتشر فى جسده كله ما عدا القلب والعقل واللسان .

اختلفوا العلماء على نوع هذا المرض البعض يقول الجدرى والبعض يقول مرض اخر اختص الله به سيدنا ايوب  ، لكن الكل اجمع ان بسبب هذا المرض كان جلد سيدنا ايوب كله زائب (متاكل ).

من هنا بداء جميع اهل قريته وايضا اصدقاءه والخدم وكل من يعرفه يبعدون عنه  ، لخوفهم ان يكون هذا المرض معدى  ، لكن بقيت زوجته ليا بجانبه فهى كانت تؤمن بالله سبحانه وتعالى وان هذا بلاء من عند الله .

اجمل شيء ما قاله سيدنا ايوب بعد كل هذه الابتلاءات و فقدان كل الناس قال سيدنا ايوب وهو فى سريره يتعبد لله ( اللهم انت تعلم انى لم يكن لى قميصان و واحد لا اعلم بامره قد بات عريانا  ، اللهم ان كنت تعلم انى لم ابت يوما شبعانا وانا اعلم مكان جائع ).

تخيل عزيزى القارىء سيدنا ايوب بيتكلم مع ربنا عز وجل وخايف يكون الابتلاء داه بسبب ان فى واحد عريان وهو عنده قميصين والشخص العريان مخدش قميص من سيدنا ايوب  ، وخايف كمان يمكن يكون الابتلاء ان هو نام فى يوم واكل وشبعان وفى شخص كان جعان سيدنا ايوب ماطعمهوش .

تخيل عزيزى القارىء ما اصبح عليه سيدنا ايوب من ابتلاء من عند الله وكمان ليا زوجت سيدنا ايوب  ، هى حفيده سيدنا يوسف عزيز مصر فهى كانت تعيش فى ثراء فى مصر بسبب جدها سيدنا يوسف وكانت تعيش في ثراء مع زوجها سيدنا ايوب والان الله سبحانه وتعالى يبتليهم فى المال والابناء و الصحه و حتى الاصدقاء والبشر تركوهم  لوحدهم .

بداء قوم سيدنا ايوب اهل مدينه حران يجتمعوا  ، وقرروا طرد سيدنا ايوب هو وزوجته من المدينه خوفا ان يصيبهم مكروه بسبب مرض سيدنا ايوب  ، بالفعل اهل القريه دخلوا بيت سيدنا ايوب وطردوه هو وزوجته من المدينه  ، بمنتهى الوقاحه والظلم تم طرد من كان يطعمهم ويعلمهم كيفيه العباده لله .

من هنا تبداء اجمل قصه كفاح وحب ليا زوجه سيدنا ايوب فهى كانت من اجمل نساء الارض واصلحهم وقررت ان لا تترك زوجها عاجز مبتلاء بما قسمه الله لهم  ، بداء الاكل والشرب وبعض الموال التى كانت تمتلكهم ليا ينتهوا واصبح ليا وزوجها يسكنوا بمفردهم محتاجين الاكل والشرب  ، قررت ليا ان تدخل المدينه وتعمل خادمه فى البيوت لتطعم زوجها  ، لكن كل اهل القريه كانوا يرفضونها لخوفهم من انها تحمل مرض سيدنا ايوب .

لكن كان هناك شخص وافق ان ليا تعمل خادمه لديه بمقابل الاكل والشرب فقط وليا وافقت  ، لكن مع الايام تم طرد ليا من منزل هذا الرجل بسبب ان زوجه هذا الرجل كانت تغير على زوجها من ليا من شده جمالها ،  وذهبت ليا الى سيدنا ايوب ولم تاتى بالاكل وجلست بمفردها تبكى بكاء شديد جدا ولا تعلم ماذا تفعل  ، فقرر ليا ان تقص شعرها وتبيعه جزء جزء لاهل حران مقابل الاكل والشرب  ، وكانت تدخل على سيدنا ايوب وهى عليها غطاء الراس  ، لكى لا يعلم ببيع شعرها  ، كان سيدنا ايوب عليه السلام ما زال يتعبد الى الله سبحانه وتعالى ويحمد الله ويشكره على نعمه وما ابتلى به .

وفى يوم من الايام جلست امام سيدنا ايوب ليا وهى تبكى فكان يعتقد انها لم تحضر الطعام لذلك هى تبكى  ، وعندما وضع يده على راسها اكتشف ان زوجته باعت كل شعرها ولم تعرف ماذا تفعل لتاتى بالطعام والشراب  ، وهنا بكاء سيدنا ايوب عليه السلام ونادى ربنا وقال بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ۞ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ صدق الله العظيم .

 

انت متخيل عزيزى القارىء سيدنا ايوب من كثره الادب والخجل والاستحياء من ربنا بيقول ايه  ، بيقول ربى انى مسنى الضر ولم يقل مثلا اصابنى او اذانى  ، ولم يقل مصيبه او ابتلاء بل قال الضر مع العلم انه كان يصبر على هذا الابتلاء لمده من 15 عام الى 20 عام اختلف عليها العلماء .

بسبب هذا الدعاء وصبر سيدنا ايوب  ، ربنا عز وجل بيقول بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ﴾ صدق الله العظيم .وقال الله تعالى ايضا بسم الله الرحمن الرحيم  ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ صدق الله العظيم .

بعد دعاء سيدنا ايوب عليه السلام  ، تنزل عليه ملائكه من عند الله سبحانه وتعالى وقالوا له نعم العبد انت يا ايوب  ، ان الله يقرائك السلام وان الله استجاب دعوتك والله سبحانه وتعالى يعطيك اجر الصابرين  ، فاضرب برجلك فى الارض واغتسل فى نبع بارد واشرب منه تبراء (تشفى) باذن الله .

بالفعل ذهب سيدنا ايوب عليه السلام لاقرب نبع مياه بارد  ، وكانت تحمله زوجته ليا فاغتسل سيدنا ايوب من النبع وضرب برجله الارض فشفى من المرض وكانه لم يصبه شيء  ، وأمر سيدنا ايوب زوجته ان تفعل مثل ما فعل هو فاغتسلت فى النبع البارد وضربت الارض برجلها فاستعاده جمالها وشعرها وكانها شابه صغيره  ، لان سيدنا ايوب كان يعلم ان زوجته ليا صبرت على البلاء كما هو صبر وقد مثها الضر ايضا مثله .

دخل سيدنا ايوب عليه السلام ومعه زوجته ليا للمدينه  ، فوجدوا ان الله سبحانه وتعالى يبعث سحابتين على اراضيه حتى فاضت من الزرع الشعير والقمح وايضا كان رزق الله لم يتوقف لهنا بل ورزقهم ووهب لهم طفل وايضا كان وعد الله لهم انه سوف يجتمعوا مع ابنائهم الذين فقدوهم فى الجنه ( اى ان جميع ابنائهم بالجنه وهم معهم ).

عاش سيدنا ايوب عليه السلام 93 عام ثم توفى ويوجد قبره فى عمان فى صلالة على تل جبل القار . والله اعلم واعلم .

وهنا قد انتهت قصه سيدنا ايوب عليه السلام ولم تنتهى قصه الشكر والحمد والطاعه والعباده لله سبحانه وتعالى ولم تنتهى قصه الذكاه والصدقات واطعام المساكين لم تنتهى قصه الصبر على القضاء والقدر وكل ما أتى من الله عز وجل فهو جميل وخير فالحمد لله والشكر لله وحده لاشريك له الى يوم الحساب .