سيدنا يوسف عليه السلام
مقدمة:
قصتنا اليوم عن سيدنا يوسف عليه السلام ولم يختلف عليه الكتب السماويه من القراءن
الكريم والانجيل والتوراه ، سيدنا يوسف هو نبى من عند الله سبحانه وتعالى
، لكن اختلاف الكتب السماويه يكون فى بعض
الاحداث داخل قصه سيدنا يوسف ، والقراءن الكريم ذكر قصه سيدنا يوسف عليه
السلام وذكر اسمه 27 مرة فى القراءن منهم 25 مره فى سوره كامله باسم يوسف ، وسوف نروى اليوم قصه سيدنا يوسف عليه السلام
كما جاءت بالقراءن الكريم .
تحدثنا فى القصه السابقه عن سيدنا يعقوب عليه السلام وانه رحل من حران الى
الارض المباركه (فلسطين) ، وتوفت زوجته راحيل عندما انجبت الطفل بنيامين
وكان سيدنا يعقوب لديه 10 ابناء ذكور غير يوسف وبنيامين ( اى مجموعهم كان 12 ولدا بسيدنا
يوسف ويوجد اخت بنت ) ، لكن سيدنا يعقوب احب يوسف وبنيامين حبا كثيرا
، وكان يرعاهم بنفسه والاكثر كان سيدنا يوسف
الفتى شديد الجمال الذى كان يحب ابيه حبا
شديدا ، فاحبه ابيه سيدنا يعقوب اكثر من
باقى ابناءه .
قراءة ومراجعه قصه سيدنا يعقوب عليه السلام اضغط هنا .
كان اخوات سيدنا يوسف يغيروا من حب ابيهم له ما عدا بنيامين فانه الوحيد
الذى كان يحب اخيه سيدنا يوسف ، ويقال ان سيدنا يوسف عليه السلام اخذ نصف جمال الدنيا اى جميع البشر على الارض (جميع البشر الذين جاءوا من قبله وجميع البشر
الذين سوف ياتوا من بعده حتى قيام الساعه جمالهم كله يساوى جمال سيدنا يوسف عليه
السلام ) ، اختلف الفقهاء والعلماء على هذا الوصف المقصود بنصف جمال
الدنيا ، اى نصف جمال سيدنا ادم عليه السلام ، لان سيدنا ادم الله سبحانه وتعالى خلقه بيده
فابدع فى خلقه سيدنا ادم ، فكان سيدنا ادم هو جمال الدنيا كلها وسيدنا
يوسف اخذ نصف هذا الجمال .والله اعلم واعلم
ملحوظات
قبل الدخول بالقصه :
1. فى تلك الفتره فى مصر كان شرب
الخمر مباح شىء عادى.
2. فى تلك الفترة كانت التجاره بالحصول على الذهب او الفضه او عن طريق
المقايده ابيع سلعه واخذ مكانها سلعه اخري.
3. فى تلك الفترة تجارة العبيد والخدم شىء مصرح به ليس به حرمانيه.
4. فى تلك الفتره الزمنيه كان الانحناء الاشبه بالسجود عاده لتعظيم الملوك ولم
تكن هناك حرمانيه بها .
5. جمله عزيز مصر تعنى فى زمننا الحالى
وزير والاقرب وزير ماليه وليس حاكم .
القصه :
الاسم : يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليه السلام .
سيدنا يوسف عليه السلام تبداء قصته فى القراءن الكريم عندما كان صغير فى
السن ، وشاهد رؤيه (حلم) فى المنام ، هو ان احدى عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدوا
له ، فذهب سيدنا يوسف الى ابيه سيدنا يعقوب عليه السلام وحدثه
على تلك الرؤيه ، فعلم ابيه ان سيدنا يوسف سوف يكون له شأن كبيرجدا ، خاف سيدنا يعقوب عليه السلام من اخوات سيدنا
يوسف ان ياذوه ، فقال سيدنا يعقوب عليه السلام لسيدنا يوسف لا تخبر احدا
بما رايت فى المنام حتى اخواتك لا تتحدث مع احد .
من كثره حب سيدنا يعقوب لابنه سيدنا يوسف وايضا بنيامين ، كان لا يسمح لهم بالذهاب مع اخواتهم ليلعبوا
معهم ويرعوا الاغنام مثلهم ، ومرت ايام كثيره وبداء اخوات سيدنا يوسف
يفكروا فى التخلص من سيدنا يوسف ، لكى لا يبقى اى اختيار لوالدهم سيدنا يعقوب
غيرهم ليحبهم وبنيامين صغير جدا جدا ، وبداء الاخوات يفكروا كيف يتخلصون من اخوهم
سيدنا يوسف ، كان القرار هو ان يقتلوه ، ولكن اعترض واحد منهم وقال لهم لماذا نحمل ذنب
القتل الافضل ان نلقيه فى البئر ، بهذا نحن ابعدناه عن والدنا وايضا سوف يموت
فى البئر لوحده ولم نحمل ذنب قتله .
وافق الاخوات على هذا الرأى وقرروا انهم يتقربوا لاخيهم سيدنا يوسف لكى
يلعب معهم وياخذوه معهم فى رعي الاغنام ويتخلصوا منه ، بالفعل فعلوا كما خططوا وتقربوا من سيدنا
يوسف وفى يوم من الايام ذهبوا الاخوه العشره الى سيدنا يعقوب والدهم ، طلبوا منه ان يجعل سيدنا يوسف يذهب معهم لرعى
الاغنام ويلعب معهم ، لكن رفض سيدنا يعقوب لانه يخشي على سيدنا
يوسف من اخوته فهو يعلم انهم مازالوا يحقدون ويغيرون من سيدنا يوسف ، وقال سيدنا يعقوب لابناءه انه يخشي عليه ان
ياكله الذئب ، لكن كان رد الاخوه كيف ياكل الذئب اخونا يوسف وهو معنا
نحن نحميه فعددنا كثير عشره ، فى النهايه اطمن قليلا سيدنا يعقوب عليه
السلام من حديث ابناءه له و وافق على ذهاب سيدنا يوسف مع اخوته لكى يلعب معهم .
ذهب سيدنا يوسف مع اخوته وبداء يلعبون حتى خرجوا بعيد عن قريتهم و وصلوا
الى البئر وخلعوا قميص سيدنا يوسف الذى كان يرتديه والقوا سيدنا يوسف بالبئر وذبحوا
خروف صغير( شاه ) ، وبداوا بوضع دم الشاه على قميص سيدنا يوسف ، يقال ان سيدنا جبريل عليه السلام كان داخل
البئر وهو الذى اللتقط سيدنا يوسف عليه السلام وكان يرعاه داخل البئر .
ذهب الاخوات الى والدهم سيدنا يعقوب واخبروه ان الذئب اكل سيدنا يوسف وهذا
قميصه ، غضب جدا جدا سيدنا يعقوب من ابناءه ولاحظ ان القميص به
دماء ولا يوجد اى قطع به فكيف اكله الذئب ، لم يقتنع سيدنا يعقوب بما قاله ابناءه وكان
متاكد انها خدعه للتخلص من سيدنا يوسف .
مرت ايام وسيدنا يوسف داخل البئر حتى مرت عليه قافله وكانوا يريدون شرب
المياه فوجدوا البئر واسقطوا الدلو ( الاناء ) داخل البائر ، هنا تشبث سيدنا يوسف بالدلو وخرج من البئر ، هذه القافله كانت متوجه الى مصر ووجدوا سيدنا
يوسف شديد الجمال ، فقرروا ان ياخذوه معهم ويبيعوه فى مصر فى سوق العبيد .
عندما وصلت القافله الى مصر دخلوا الى سوق العبيد لكى يبيعوا سيدنا يوسف
ومن شده جماله ، اشتراه عزيز مصر فهو كان رجل ليس لديه ابناء فاخذ سيدنا
يوسف الى قصره وعندما شاهدت زوجه عزيز مصر سيدنا يوسف فرحت كثيرا بهذا الطفل شديد
الجمال .
خلال تربيه سيدنا يوسف داخل قصر عزيز مصر لم يخرج طوال حياته خارج هذا
القصر فهو كان تحت اهتمام وانظار زوجه عزيز مصر طوال فتره نشاءته داخل القصر .
مرت سنوات قليله واصبح سيدنا يوسف شاب ، لكن بداءت زوجه عزيز مصر تفتن به (اى تعجب
به) وقررت ان تراوضه عن نفسها ، فاخرجت جميع العبيد والخدم من غرفتها وبداءت
تتحلى بالزينه واستدعت سيدنا يوسف ، لكن رفض سيدنا يوسف ان يفعل شيء يغضب الله
سبحانه وتعالى وقرر ان يهرب منها وعند خروجه من الباب قطعت زوجه عزيز مصر قميص
سيدنا يوسف من الخلف ، عندما خرج سيدنا يوسف من غرفه زوجه عزيز مصر
تفاجىء بوجود عزيز مصر امامه ، قررت زوجه عزيز مصر ان تلقى بنفسها فى حضن
زوجها وتقول له ان سيدنا يوسف اعتدى عليها وكان يريد ممارسه الرزيله معها ويجب ان
يعذب ويسجن ، بداء سيدنا يوسف يدافع عن نفسه امام عزيز مصر فى تلك
اللحظه جاء احد اقارب زوجه عزيز مصر وطلب ان يحكم هو هذه المساله ، لانه شاهد عزيز مصر فى حيره فهو يحب سيدنا
يوسف لانه مثل ابنه وايضا يحب زوجته ، فوافق عزيز مصر ان يحكم قريب زوجته بالعدل ، فقال الرجل اذا كانت ملابس سيدنا يوسف ممزقه
(مقطوعه) من الامام هذا يعنى ان سيدنا يوسف اعتدى على زوجتك وهى كانت ترفضه ، واذا كانت ملابس سيدنا يوسف ممزقه (مقطوعه)
من الخلف هذا يعنى ان زوجتك هى التى اعتدت عليه وراوضته عن نفسها.
من هنا خلع سيدنا يوسف قميصه وكان امام عزيز مصر وزوجته و قريبها الذى سوف
يحكم ، فوجد ان القميص ممزق من الخلف وقال لعزيز مصر ان زوجتك
هى التى اعتدت على سيدنا يوسف ، بداء عزيز مصر يامرهم بالكتمان ولا احد يتحدث
بما حدث حتى لا يفضح الامر فى مصر ، لكن الخبر بداء ينتشر فى مصر بسبب العبيد
والخدم الذين يعملون بالقصر .
من هنا قررت زوجه عزيز مصر ان تجمع جميع النساء ذات المقام الرفيع
(الاثرياء) ، وعزمتهم فى قصر عزيز مصر وقدمت لهم الفواكه وسكاكين لكى
يقطعوا الفواكه وياكلوها وعندما كانوا يحملون السكاكين ويقطعوا الفاكهه ، ادخلت عليهم سيدنا يوسف عليه السلام وعندما
شاهدوا سيدنا يوسف من شده جماله كانوا يقطعون اصابعهم وهم لا يشعرون (يجرحون
اصابعهم) ، لانهم ايضا فتنوا به ( اى اعجبوا به ) وقالت لهم زوجه
عزيز مصر انتم جرحتوا ايديكم عندما رايتوه واعجبتم به فلماذا لا اراوضه عن نفسي .
خرجت جميع النساء من قصر عزيز مصر وبداء الحديث عن سيدنا يوسف وزوجه عزيز
مصر هو المقام الاول فى مصر كلها من هنا غضب عزيز مصر مما يسمعه من القوم فى مصر ، وقرر ان يسجن سيدنا يوسف وعزيز مصر يعلم انه
ظلم سيدنا يوسف ، لكن حتى ينهى هذه الفتنة من مصر .
دخل سيدنا يوسف السجن واصبح يعلم المساجين بداخل السجن كيفيه العباده
والتقرب الى الله عز وجل ، من هنا اصبح سيدنا يوسف ذو مقام عالى جدا
داخل السجن ، فى يوم من الايام اتى له اثنين مسجونين وقالوا له يا
يوسف اسمع كل شخص فينا شاهد حلم ونريدك ان تفسره لنا ، فوافق سيدنا يوسف ان يفسر لهم حلمهما ، قال الاول انه حلم انه يعسر الخمر والثانى
قال انه حلم بانه يحمل خبز فوق راسه وتاكل منه الطيور قال سيدنا يوسف لهم واحد
منكم سوف يخرج من السجن ويصبح ساقى للملك والاخر سوف يقتل ويصلب وتاكل راسه الطيور
.
مرت سنوات حتى جاء اليوم الذى كان فيه واحد من المسجونين سوف يخرج من سجنه ، فقال له سيدنا يوسف عندما تخرج اذهب الى ملك
مصر وقل له ان ينظر الى امرى وقل له اننى مظلوم ، فوافق المسجون انه سيفعل كما قال له سيدنا
يوسف ومرت ايام عديده وسيدنا يوسف مازال بالسجن .
جاء يوم وحلم ملك مصر بكابوس (حلم)
وهو انه شاهد سبع بقرات سمان وبجانبهم سبع بقرات عجاف و البقرات العجاف اكلت
البقرات السمان وايضا شاهد فى الحلم سبع سنابل خضر وبجانبهم سبع سنابل يابسات ، بداء يجمع ملك مصر العرافين و المنجمين ويروى
لهم الحلم وقال لهم فسروا لى هذا الحلم ، لكن لا احد عرف ان يفسر هذا الحلم ، كان يوجد ساقى الملك وهو الرجل الذى خرج من
السجن ، فقال الساقى للملك اسمح لى يا مولاى ، انا اعرف شخص يفسر رؤيتك بالمنام وان هذا
الشخص فسر لى رؤيه عندما كنت فى السجن وتحققت وهو اننى ساقى الملك اليوم .
قال ملك مصر للساقى اذهب اليه واجعله يفسر الحلم واخبرنى ماذا يعنى هذا الحلم ، بالفعل ذهب الساقى الى سيدنا يوسف وتحدث معه بما حلم الملك فكان الجواب من سيدنا يوسف ، سوف يمر عليكم سبع سنوات ترزقون بها بخيرات كثيره من زرع وامطار وبعدها تاتى سبع سنوات جفاف الارض لن تنبت الا القليل والسماء لن تمطر الا القليل ، فلابد ان توفروا اكلكم وشربكم خلال السبع سنوات الخير لكى تستخدمونه فى سنوات الجفاف ، ترك الساقى سيدنا يوسف وذهب الى ملك مصر وقال له معنى تفسير الحلم .
ملك مصر كان مستغرب جدا ويقول هذا التفسير منطقى جدا ، فكيف برجل عالم مثل يوسف هذا يكون بالسجن هنا
أمر ملك مصر بخروج سيدنا يوسف من السجن ، لكن الذى حدث اغرب واغرب وهو ان سيدنا يوسف
رفض الخروج من السجن ، وقال مثل ما دخلت السجن وانا مظلوم لابد ان
اخرج منه وانا بريء .
هنا ملك مصر كان فى قمه الاستغراب والانبهار بهذا الشخص ( سيدنا يوسف )
بداء يسال ملك مصر ما قصه سيدنا يوسف عندما علم ملك مصر بما حدث لسيدنا يوسف ، قرر ان يجمع جميع النساء ( الاثرياء ) ومنهم
زوجه عزيز مصر وسالهم هل فعلا انتم اعجبتم بيوسف ، كان الجواب من جميع النساء نعم ، ثم سال زوجه عزيز مصر ماذا فعل يوسف معك قالت
كل الحقيقه بان سيدنا يوسف لم يفعل شيء معها وهى التى كان تراوده عن نفسها .
وهنا ملك مصر اتاكد ان سيدنا يوسف تم سجنه 7 سنوات ظلم واظهر برائته فى
القصر الملكى له ، فامر جندوده بخروج سيدنا يوسف من السجن وان ياتى سيدنا
يوسف لمقابله ملك مصر ، كان الملك معجب جدا بسيدنا يوسف لدرجه انه
قال له اسمع يا يوسف اختار اى منصب تريد ان تكون به فى مصر وسوف يتحقق لك ، كان جواب سيدنا يوسف هو انه يريد ان يمسك
خزائن البلاد وكان السبب انه يريد ان يقيم العدل بين الناس وايضا كان لديه خطه
لادخار الاكل والشرب فى السبع سنوات الخيرات بالفعل تم تعين سيدنا يوسف مسؤل عن
خزائن مصر واصبح هو عزيز مصر .
ومرت السبع سنوات الخير وجاءت السبع سنوات الجفاف ، لاكن هذا الجفاف لن يكون فى مصر فقط بل كان
فى جميع البلدان التى تجاور مصر ايضا مثل الارض المباركه (فلسطين) التى كان يسكن
بها سيدنا يعقوب وابناءه بنى اسرائيل ، كان من ضمن قرارات سيدنا يوسف ان اى قافله
تاتى من خارج مصر بتجارة يكون مقابلها طعام وشراب ليساعد البلاد المجاوره على
تجاوز هذا الجفاف الذى سوف يستمر سبع سنوات.
كان من ضمن القوافل التى دخلت مصر معها تجارة وتريد بدلها الطعام والشراب ، كانوا اخوه سيدنا يوسف ما عدا بنيامين
فشاهدهم سيدنا يوسف وأمر الجنود ان ياتوا بهؤلاء العشره لمقابلته شخصيا ، عندما قابل سيدنا يوسف اخواته هو كان يعرفهم ، لكن هم لم يعرفوه وقدم لهم الطعام والشراب
وبداء يسالهم انتم كام اخ ومن ابيكم ومن اين انتم فكان الجواب نحن احدى عشر اخ
ولكن بنيامين اخونا الصغير يجلس مع سيدنا يعقوب والدنا ومن الارض المباركه .
فقال لهم سيدنا يوسف سوف تاخذون تجارتكم وايضا تاخذون مقابلها الاكل والشرب
، لكن فى المره القادمه لن تدخلوا مصر الا وكان
معكم اخوكم الصغير بنيامين ليكون عددكم احدى عشر شخص ، بالفعل ذهبوا اخوات سيدنا يوسف ورحلوا من مصر
، وذهبوا الى والدهم سيدنا يعقوب وقصوا عليه ما
حدث معهم فى مصر وقالوا لوالدهم اننا نريد بنيامين معنا فى المره القادمه ، لكن سيدنا يعقوب غضب منهم وقال لهم تريدون
فقدان اخوكم بنيامين كما فعلتم مع يوسف .
من هنا بداء الالحاح الشديد من الاخوه على ابيهم ، انه لابد ان يكون بنيامين معنا فقرر سيدنا
يعقوب ان يوافق بشرط ، وهو ان ياخذ ميثاق من ابناءه بعدم فقدان اخيهم
بنيامين وكان هذا الميثاق انهم لن ياتوا الى سيدنا يعقوب اذا فقدوا اخيهم بنيامين ، من هنا وافق سيدنا يعقوب على ذهاب بنيامين
معهم فى المرة القادمه .
مرت ايام كثيره حتى جاء اليوم الذى سوف يذهبوا الى مصر ومعهم اخاهم بنيامين
، رحلوا بالفعل من الارض المباركه ودخلوا مصر وتقابلوا
مع سيدنا يوسف وقالوا له نحن الاخوه ومعنا اخونا الصغير بنيامين ، فتركهم سيدنا يوسف ياخذون الاكل والشرب ، لكن سيدنا يوسف اخذ اخوه بنيامين وبداء يعرفه
على نفسه وقال له لا تقول لاحد اننى يوسف فوافق بنيامين .
ووضع سيدنا يوسف فى حقيبه اخيه بنيامين عصا صغيرة ملكيه وأمر الجنود عند
خروج الاحدى عشر شخص يفتشوهم فيوجد بينهم سارق ، بالفعل عندما كانوا يخرجون من مصر تم تفتيشهم
فوجد الجنود العصا مع بنيامين وقالوا لهم انه سوف يسجن ، بداء الاخوات ينهاروا وكيف يذهبوا الى والدهم
سيدنا يعقوب بدون بنيامين ، قرر اخوهم الاكبر وهم عشره اخوات ان يقول لهم
لن اذهب الى والدى وسوف اظل فى مصر وانتم اذهبوا الى والدنا وبلغوه بما حدث.
بالفعل ذهب التسعة ابناء الى سيدنا يعقوب واخبره بما حدث ، فكان فى حاله حزن وانهيار شديده لدرجه انه
فقد بصره ولا يوجد على لسانه الا جمله ارجعوا لى ابنائى اخوكم الاكبر و يوسف
وبنيامين ، كان التسع اخوات يتعجبون من سيدنا يعقوب وهو يقول يوسف فكيف
ناتى بيوسف وهو توفى فى البئر .
تركوا التسع اخوات اباهم وذهبوا الى مصر ودخلوا الى سيدنا يوسف وبداء
يستسمحوه ويترجوه ويقوله له ان اباهم فقد بصره عند سماع خبر سجن بنيامين وانه
الشخص الثانى من ابناءه يضيع منه ، وبدوا يحكوا قصه سيدنا يوسف وما فعلوه معه
وكيف تركوه فى البئر .
من هنا نظر اليهم سيدنا يوسف وقال لهم كيف لا تتذكرون اخوكم يوسف انظروا
اللى جيدا ، بداء الاخوات بالنظر الى سيدنا يوسف ويستغربون مستحيل
يكون هو اخونا الذى مات فى البئر فقال لهم سيدنا يوسف انا اخوكم ، اسمعوا خذوا قميصى وضعوه على عين سيدنا يعقوب
سوف يرجع له بصره مره اخرى ، واجمعوا قوم بنى اسرائيل كلهم وسيدنا يعقوب ابانا
معهم وتعالوا الى مصر (سيدنا يوسف كان يقصد باجمعوا قوم بنى اسرائيل اى جميع نسلكم
وابنائكم وزوجاتكم وابناء عمومتنا من العيص واتوا الى مصر ).
ذهبوا الاخوات الى اباهم سيدنا يعقوب وعندما وضعوا القميص على عينه قال
انها رائحه يوسف ، بداء الاخوات يتحدثوا مع اباهم عما حدث معهم وان سيدنا
يوسف ذو منصب عالى جدا بمصر ويريد كل بنى اسرائيل جميعا فى مصر .
بالفعل اخذ سيدنا يعقوب ابناءه وبعض من قوم بنى اسرائيل كان عددهم 200 شخص ورحلوا الى سيدنا
يوسف فى مصر ، عندما دخل سيدنا يعقوب الى قصر لم يصدق ما تراه عيناه
فتجمع مع ابنه يوسف وبنيامين وابناءه العشره الاولاد وكانت اختهم دينا معهم وسجدوا
(انحناء اشبه بالسجود) كلهم الى سيدنا يوسف ، بذلك لقد تحقق حلم سيدنا يوسف وهو صغير احدى
عشر كوكب اخواته الذكور والشمس والقمر كانوا والده واخته (فى مقام امه ).
من ذلك الوقت عاشوا كل بنى اسرائيل فى عز ورخاء وشموخ ايضا فى مصر حتى اصبح
لهم شاءن ونفوذ داخل مصر ، بداء سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب عليهما السلام
يعلمون الناس كيفيه العباده والتقوى والتقرب الى الله عز وجل .
ذكر فى التوراه ان سيدنا يعقوب عاش 147 سنه
من ضمنهم عاش 17 سنه فى مصر وايضا ذكر بالتوراه ان سيدنا يوسف عاش 120 سنه والله
اعلم واعلم .
وهنا تكون قد انتهت قصه سيدنا يوسف عليه
السلام باختصار شديد وايضا قصه سيدنا يعقوب عليه السلام .
· عزيزى القارىء سوف تقراء كلمه الاسباط كثيرا جدا فى قصص الانبياء والقراءن
الكريم ايضا ذكرت كلمه الاسباط وفى التوراه ذكرت هذه الكلمه وشرحها هم جميع ابناء
سيدنا يعقوب عليه السلام ومعناها السبط من اليهود مثل قبيله من العرب اي ( سمى
اولاد سيدنا اسماعيل قبائل وهم العرب وسمى ابناء سيدنا يعقوب اسباطا وهم بنى
اسرائيل ).
· روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام هذا الحديث صحيح وهو دليل
على نسب سيدنا يوسف وشده كرم سيدنا يوسف وابيه وجده .
· التوراه ذكر بها ان الذى كان يحكم مصر فرعون ولكن القراءن الكريم صحح ذلك
الخطاء بانه ذكر بالقراءن كلمه ملك ولم يذكر فرعون ويقول المؤرخين ايضا ان تلك
الفتره لم يحكم المصريين بلادهم بل كان يحكمهم الهكسوس لذلك القراءن الكريم ذكر
كلمه ملك نسبه الى ملك الهكسوس الذى كان يحكم مصر وقتها . والله اعلم واعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق