كافور الاخشيدى من طفل عبد ذليل الى حاكم دوله تضم مصر والشام والحجاز

كافور الاخشيدى

المقدمة :

قبل ان نروى قصتنا لابد وان نعرف اشياء هامه جدا عن الحقبه الزمنية التى جاء بها بطل قصتنا اليوم كافور الاخشيدى   ، فى البداية فى فترة الخلافه العباسبة كان هناك انشقاقات كثيرة عليها من ما ادى الى ظهور دول كثيرة على اراضي الخلافه العباسية ومن امثلتها الدولة الحمدانية والدوله السلجوقية والدولة الامويه والدولة الاخشيدية   ، قصتنا سوف تكون داخل الدولة الاخشيدية فى مصر ومنها ظهر كافور الاخشيدى لاكن قبل ان نتحدث عن بطلنا اليوم  لابد ان نعرف ايضا   ،  من اين جاء لقب الدولة الاخشيدية وهو من رجل قائد يسمى (محمد بن طغج)  الذى عينه الخليفه العباسي ( ابو العباس محمد الراضي بالله ) والى على مصر عام 935م وامره انه ينهى على التمردات والانقلابات التى تحدث فى مصر للانقلاب على الخلافه العباسية   ، بالفعل قدر الوالى محمد بن طغج ان ينهى كل هذة الصراعات ولقبه الخليفه العباسي بالاخشيدى   ، هى تعنى الملك فى افغنستان ثم حدث الشيء الذى لا احد يتوقعه   ، هو ان محمد بن طغج الاخشيدى يستقل بحكم مصر وينقلب على الخلافه العباسية ويكون الدولة الاخشيدية التى اصبحت تمتلك مصر والشام والحجاز والاردن وفلسطين  .  

                 

قصتنا :

 

كافور الاخشيدى ولد عام 905م طفل من الحبشه اتى الى مصر وهو عمرة 14 عام لكي يباع فى سوق النخاسين اى كعبد داخل مصر   ، عندما ظهر بطلنا فى طفولته كان يوجد طفل اخر معه وعندما كانوا الاطفال يتحدثوا مع بعضهم البعض قال الطفل الاول انه نفسه ان يتم بيعه لطباخ لكى يعيش باقى حياته دون جوع   ، لاكن الطفل الاخر كافور الاخشيدى تمنى ان يتم بيعه لاحد الامراء لكى يمتلك هذه المدينه وهو كان عبد يباع فى السوق   ، تم بيع كافور لشخص يتاجر فى الزيت وكان هذا المجال شاق جدا جدا ليصبح كافور الاخشيدى عبد يعصر الزيت من الصباح ثم يتم تعبئه الزيت وينقله الى السوق   ، مرت سنين وبطلنا كافور يعمل عبد زليل فى هذا المجال   ، حتى ظهر فى حياته رجل يسمى محمود بن وهب الذى اعجب بكافور وكان الزيات مالكه يقول به اقبح الكلام من وجه قبيح وبطىء فى العمل   ، لاكن محمود بن وهب صمم ان يشتري كافور من الزيات وبالفعل تمت الصفقه .

كان محمود بن وهب عايش فى قصر وكان كاتب وبداء محمود بن وهب يعلم عبده كافور الاخشيدى القراءه والكتابة ويعلمه اصول اللغه العربية   ، كافور الاخشيدى كان عنده شغف للتعليم  وفى يوم من الايام قرر محمود بن وهب ان يرسل هدية مع كافور الاخشيدى الى حاكم مصر محمد بن طغج   ، لان ( محمود بن وهب و ايضا الحاكم محمد بن طغج كانوا اصدقاء )  ، عندما ذهب كافور ومعه الهدية الى الحاكم محمد بن طغج اعجب جدا به وقرر الحاكم محمد بن طغج ان يشتري كافور الاخشيدى من محمود بن وهب وبالفعل تم البيع واصبح كافور الاخشيدى يعمل فى قصر حاكم مصر محمد بن طغج .

مرت السنين وكافور الاخشيدى يطور نفسه فى تعليم اللغه العربيه والقراءه والكتابة   ، لاحظ الحاكم محمد بن طغج مهارة وقدرة كافور الاخشيدى فى التعليم لذلك قرر الحاكم محمد طفج ان يعتق كافور الاخشيدى من العبوديه وايضا يجعله مشرف على التعاليم الاميريه لابناءه اى ان كافور الاخشيدى اصبح مدرس يدرس لاطفال الحاكم محمد بن طغج   ،  ثم مرت ايام عديدة وايضا كافور الاخشيدى يطور من نفسه وذاته ولاحظ الحاكم محمد بن طغج ان كافور الاخشيدى شخص يتحلى بالذكاء والحكمه   ، لدرجه انه قرر ان يجعل كافور الاخشيدى قائد لجيوش الدولة الاخشيدية وارسلة الحاكم محمد بن طغج الى الشام لكى يحارب الدولة الحمدانية وبالفعل قدر كافور الاخشيدى ان ياخذ اجزاء من الدولة الحمدانية ويضمها الى الدوله الاخشيدية .

واصبح كافور الاخشيدي والحاكم محمد بن طغج اصدقاء مقربين جدا لبعض لدرجه ان الحاكم محمد بن طغج عندما قرر ان يكتب وصيته قبل موته كان من المفترض ان يكون الحكم وراثى ولاكن كان ابنه صغير بالسن لذلك كتب فى وصيته ان كافور الاخشيدى هو وصي على ابنه حتى يبلغ ابن الحاكم سن الرشد ليقدر ان يحكم من بعده .

وبالفعل مرض وتوفى الحاكم محمد بن طغج واصبح ابنه الصغير حاكم للدولة الاخشيدية اسما فقط   ، لاكن الذى يحكم بالفعل الدولة الاخشيدية هو كافور الاخشيدى واصبح كافور الاخشيدى حاكم للدولة حتى كبر بن محمد بن طغج ولاكن حدث شيء محير جدا بالتاريخ وهو ان هذا الولد توفى ولاكن التاريخ لم يذكر بان كافور الاخشيدى له علاقه بهذا الحدث   ، كان يوجد ولد اخر من حقه بعد وفاه اخوه ان يحكم   ، بالفعل حكم الدولة الاخشيدية لمده سنتين اسم حاكم فقط ايضا لكن جميع القرارات والحكم الفعلى كان عن طريق كافور الاخشيدى   ، لاكن ايضا توفى هذا الفتى والتاريخ لم يذكر ان كافور الاخشيدى له علاقه بوفاه هذا الفتى  . لذلك الله اعلم بما حدث .

اصبح كافور الاخشيدى الحاكم الفعلى للدوله الاخشيدية عام 946 م بعد وفاه ابناء محمد بن طغج الاثنين   ، كانت فترة حكمه من اجمل الفترات التى مرت على الدولة الاخشيدية ومصر خصوصا   ، لانه كان عادل وكريم جدا   ، وكان مانع الفاطمين من الدخول الى مصر لان الشعب المصرى كان يكره الدوله الفاطمية وكانوا يحبون الدولة الاخشيدية وبالاخص كافور الاخشيدى   ، لاكنه سجن المتنبى لفترة قصيرة بسبب طلب المتنبى منه ان يكون والى على مدينه تابعه للدوله الاخشيدية فقال عنه المتنبى لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ.

عزيزى القارىء اذا احببت التعرف اكثر على المتنبي :-

اضغط هنا

 

توفى كافور الاخشيدى عام 968 م وعندما توفى قالوا عنه الفاطمين  مات الحجر الاسود   ،  لانه كان سد منيع للدوله الفاطمية  التى اصبحت تحكم مصر من بعده بحوالى ثلاث سنوات .

بطل قصتنا كافور الاخشيدى الذى يجب ان تتعلم منه كيف يكون الطموح الذى يجعل من عبد يباع فى سوق العبيد الى حاكم دولة والامل  عنما استخدمه الزيات فى عصر الزيت وتوصيل الزيوت الى السوق والتفاؤل عندما قدر له الله ان يباع لكاتب ويتعلم منه القراءة والكتابة ولم يكتفى بذلك العلم بل طور نفسه فى قصر الحاكم الاخشيدى .