المتنبى
المقدمة:
قصتنا اليوم تدور
احداثها فى زمن الخلافه العباسية ، اى زمن كان هناك انشقاقات كثيرة على هذه الخلافه مثل الدولة الحمدانية
والدولة الاخشيدية والدولة الاموية بالاندلس والدولة السلجوقية ....... الخ ، المتنبى فى هذا الوقت من الزمان كان هو افضل واروع شاعر جاء بالتاريخ
كله ، لاكن هو
شخصية نرجسية لا يمدح بشعره الا نفسة والامراء والملوك والحكام فقط ، المتنبى وصل الى درجه غير مسبوقه من الشهرة والمعرفه ، اذا قال شعر يتم انتشار اشعارة وكلامه على كل بلاد العرب والدول
الاسلامية جميعا .
قصتنا :
اسم صاحب قصتنا اليوم هو : احمد ابن الحسين بن الحسن الجعفى الكندى .
المنشاء : الكوفه عام 915م.
المتنبى ولد من اسرة
فقيرة جدا من غير مال او جاه ، لاكن كان يوجد فى الكوفه كما كان عند كل القبائل العربية اول مراحل التعليم وهى البادية ( مركز تعليم اللغه العربية للصغار
جدا فى الصحراء ) وقدر المتنبى ان يتعلم فى البادية اللغه العربية وطريقه مخارج
الالفاظ من عمر صغير جدا جدا ، ثم ذهب الى الكتاب ( مركز ايضا للتعليم ولاكن اكبر من البادية )
ليتعلم المتنبى هناك النحو واصول اللغه العربية
، لاكن
المتنبى من دون غيرة كان يحب يجالس الوراقين ( هم الاشخاص الذين ينسخوا الكتب )
كان المتنبى يحب القراء جدا لدرجه انه كان يقراء جميع الكتب التى يتم نسخها من الوراقين
، كبر
المتنبى حتى اصبح عمره 9 سنوات ونظم اول قصيده شعرية له ومن روعه هذه القصيده بداء
يشتهر المتنبى وهو فى سن صغير لان قصيدته كانت اكبر من سنه بكثير واشتهر المتنبى
بان هذا الولد نابغه فى اللغه العربية وله مستقبل رائع ، عندما كبر المتنبى وبلغ عمر 16 عام انتقل الى بغداد ثم انتقل الى دمشق
وبداء يقول اشعار عن طريق المدح ، بداء يمدح امراء الدولة الحمدانية واشتهر المتنبي اكثر واكثر بشعر
المدح ، بداء
الناس تتوهم بهذا الولد وببراعته في اللقاء شعر المدح .
ومن هنا اصبح المتنبي
شخصية نرجسية جدا ولا يري احدا مثلة في شعر المدح ، لذلك هو من لقب نفسة بكلمه المتنبي وهى تعنى ( صاحب المكانه العليا او
المرتفعه ) لدرجه انه تعالا على اهله و قبيلته وقال ( لا بقومى شرفت بل شرفوا بى
وبنفسي فخرت لا بجدودى وبهم فخر كل من نطق الضاد وعوذ الجانى وغوث الطريد ) هذه
ابيات من شعر المتنبى تبين كيف كان من النرجسية والعظمة لدية .
ومرت سنوات عديده حتى
تعرف ابو الطيب المتنبى علي شخص يدعى ابو العشائر الحمدانى حتى اصبح صديق له وهو
الذى جعله يقابل القائد سيف الدوله الحمدانى لانه كان بن عمه ، كان المتنبى يريد ان يجلس فى مجلس للامراء والحكام ، كان سيف الدولة هو الشخص الذى به سوف يحقق للمتنبى ما يتنمناه ، بالفعل اصبح سيف الدولة والمتنبى لديهم علاقه اكثر من الاخوه لدرجه ان
المتنبى كان يذهب فى المعارك مع سيف الدولة لكى يمدحه بشعره ، لاكن المتنبى بسبب افعاله ، كون اعداء كثر ومن ابسطها ان عادات العرب الشعراء فى المجالس اذا اراد
احدا ان يلقى شعر لابد ان يلقيه وهو واقف امام المجلس ، لاكن المتنبى كان يلقى الشعر وهو جالس ، ايضا حدث عداوه شديده بين اكبر عالم فى اللغه العربية وهو بن خالوية
الذى كان يحب اخت سيف الدولة الحمدانى الاميرة خولة وايضا كان يحبها ابو الطيب
المتنبى .
ومن هنا بداء
الخلافات تكثر بين المتنبى وباقى المجلس حتى وصل هذا الخلاف الى سيف الدولة
الحمدانى وقال المتنبى اشهر قصيده شعر عتاب لسيف الدولة التى اشتهرت حتى فى وقتنا
الحالى وهى :-
"واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن
بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ إن
كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ
نَقتسِمُ
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس
يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ
عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر
تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ يا
أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي فيكَ الخِصامُ
وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ
وَرَمُ وما انتفاعُ أخي الدُّنيا
بناظرِهِ
إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ
أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي وأسْمعَت
كلماتي مَن بهِ صَمَمُ أنامُ
مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً فَلا
تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ
رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ
ومُرهَفٍ سِرتُ
بين الجَحْفَلينِ بهِ حتى
ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ الخيلُ
والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً
حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ
يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم وِجْدانُنا
كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ ما
كان أخلقنا منكم بتَكرمَةٍ
لو أنَّ أمرَكُمُ مِن أمرِنا أمَمُ إن كانَ سرَّكمُ ما قال حاسدُنا فما لجُرح إذا أرضاكُمُ ألَمُ
وبيننا لَو رعيتُم ذاك مَعرفةٌ إن المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ كَم تَطلُبونَ لنا عيباً
فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ
ليتَ الغمامَ الذي عندي صواعقُهُ يُزيلُهُنَّ
إِلى مَن عندَهُ الدِّيَمُ أرى
النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ
لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ لئنْ تَرَكْنَ ضميراً عن ميامِنِنا ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ
وَدَّعتُهم نَدَمُ
إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا ألا
تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَ هُمُ شرُّ البلادِ مكانٌ لا
صديقَ بهِ
وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
وشرُّ ما قنَّصَتْه راحتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ
بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كَلِمُ"
هذا الشعر كاملا لا يمكن ان انقص به
شيء لجماله وروعته فى العتاب وهو حتى لوقتنا الحالى يدرس بالمدارس والجامعات
......
ومن بعد هذه القصيده قرر ابو الطيب المتنبى ان يرحل من الدولة الحمدانية ويذهب الى الدولة الاخشيدية ، كان حاكم الدولة الاخشيدية فى مصر رجل اسمه كافور الاخشيدى بداء المتنبى ان يمدح كافور الاخشيدي فى مجالسه ، لاكن فى يوم من الايام فى المجلس طلب المتنبى من كافور الاخشيدى ان يكون والى على احد ولايات الدولة الاخشيدية ، لاكن رفض كافور الاخشيدى طلب المتنبى وسجنه.
عزيزى القارىء اذا احببت التعرف اكثر على الحاكم كافور الاخشيدى:-
وبعد مدة قصيرة خرج المتنبى من سجنه وقرر ان
يرحل الى بغداد وكان معه خادم له واثناء رحلته اعترضه قبيلة تسمى فاتك الاسدى وكان
المتنبى قد قال شعر هجاء ، كان هذا الشعر من اقزر وابشع انواع الهجاء فى الشعرعن بن اخت حاكم
قبيلة فاتك الاسدى .
من هنا
قرر المتنبى ان يهرب ، لاكن خادمة قال له ألست انت صاحب بيت الشعر الخيلُ والليلُ والبيداءُ
تَعْرِفُني والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ فنظر المتنبى لخادمة وقال له
قتلتنى بها قتلك الله وقرر المتنبى ان يواجه فاتك الاسدى حتى قتل ابو الطيب
المتنبى .
ومن هنا
خلصت قصتنا ولا تنسي اشهر بيت شعر فى التاريخ كله الشعر الذى قتل صاحبة المتنبي
......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق