ابراهيم اسحاق الموصلى
مقدمه :-
فى عهد الخلافه العباسية كان بالعراق وتحديدا الكوفه والموصل كان يقام بها مجالس
الغناء والطرب ، وكان هناك ايضا مجالس للشعر و العزف على العود وكانوا الخلفاء العباسيين
مغرمين بالفن والطرب لدرجه ان مجالسهم كانت شعر وغناء و موسيقى ، وكان اشهر الحكام العباسيين المغرمين بهذه المجالس بالتاريخ هو الخليفة ابو
عبد الله المهدى و الخليفه هارون الرشيد .
قصتنا :-
تبداء عند ولاده ابراهيم اسحاق الموصلى عام 742 م بالكوفه من عائله غنية ، ولاكن توفى اسحاق الاب وكان ابراهيم لدية ثلاث سنوات ، لذلك اخذته امه لاخواتها لكى يساعدوها فى تربيه ونشاءه ابراهيم الموصلى ، وكبر ابراهيم واصبح شاب ، ولاكن ابراهيم الموصلى كان يذهب كل يوم الى مجالس الكوفه التى كانت تشتهر
بالغناء والشعر والموسيقى وكان معجب جدا بهذه المجالس .
عندما عرف خيللان ابراهيم الموصلي بما يفعله كل ليلة لانه يذهب الى مجالس
الكوفه ضربوه وشتموه ومنعوه من الذهاب لها ، ولاكن ابراهيم كان عنيد جدا فى شبابه ، قرر انه يترك اهله ويتجه الى الموصل لان الموصل كان مثل الكوفه بها مجالس
للغناء والشعر والموسيقى .
فى الموصل ابراهيم الموصلى قرر انه يتعلم كيفيه التلحين والغناء بصوته
وكيفيه ان يلعب على العود ، لاكن ابراهيم الموصلى ابهر اساتذته فى الفن والغناء والموسيقى ولوحظ علية
انه بالفعل شخص موهوب جدا جدا لدرجه انه فى خلال سنه فى الموصل اصبح ابراهيم
الموصلى شخص معرف بالصوت الجيد فى الغناء وبالعزف على العود لا احد اروع منه ، لقبوه بالفتى الموصلى .
ولاكن ابراهيم الموصلى لن يقف طموحه الى هذا التعليم فقط من الفن ، لذلك قرر ان يذهب الى بلاد فارس عند افضل موسيقار كان موجود فى هذه الحقبه
من الزمن وهو الصياط ، كان الصياط هذا افضل من لحن على العود ولحن الصياط بالفعل 900 لحن ، لذلك تعلم ابراهيم الموصلى من الصياط اللحن الفارسي والغناء الفارسي ، وبداء ابراهيم الموصلى خبر قدرته
وموهبته وبراعته بالغناء ان ينتشر فى كل الخلافه العباسية ، حتى وصل اسم هذا الفتى الموصلى الى الخليفه محمد بن عبد الله بن منصور لقب
هذا الخليفه (بالخليفه المهدى) وهو كان
الخليفه الثالث للخلافه العباسية .
امر الخليفه المهدى رسولة ان ياتون بابراهيم الموصلى لكى يسمع صوته ويحكم
علية بنفسه ، عندما سمع صوته الخليفه المهدى وسمع لحنه على
العود ، عرض علية ان يحضر مجالس الخليفه المهدى ويصبح
معه فى قصر الخلافه مقابل راتب ، وافق ابراهيم الموصلى و كان كل يوم
يزيد من امبهار الخليفه المهدى بقدراته وبراعته بالفن ، استمر الحال كل ليله بمجالس الطرب والغناء حتى جاء عهد هارون الرشيد ، كان الخليفه هارون الرشيد يعرف ابراهيم الموصلى ، جعله كما هو فى القصر الخلافه وكل ليله غناء وطرب و موسيقى .
وفى يوم من الايام قرر ابراهيم الموصلى ان يقول للخليفه هارون الرشيد انه
يريد يوم اجازة من الغناء والطرب ، لانه كان لايفعل شئ بحياته غير انه يغني ويلحن على العود من الصباح الى
الليل بهذا استمر لسنين فى قصر الخلافه ، بالفعل اعطاه الخليفه هارون الرشيد اجازه يوم ، كان هذا اليوم هو يوم السبت .
عزيزى القارئ ما سوف تقراءة من باقى احداث قصتنا هو مكتوب بالتاريخ سواء
كنا مقتنعين به او لا ، لاكن كتب عن ابراهيم الموصلى ما سوف تقراء :
الفعل اخذ ابراهيم الموصلى اول اجازه فى حياته يوم السبت وامر خدامه ان
ياتوا له بافضل الطعام وافضل الشراب من الخمر وامرهم ان لا يجعلوا احدا يدخل علية
حتى ولو كان الخليفه هارون الرشيد نفسه ، لاكن الذى حدث انه دخل مجلسه رجل عجوز ذو هيبه ، تكلم معه فى الشعر والغناء
والتلحين فعزم علية ابراهيم الموصلى بان ياكل معه ، لاكن رفض وعندما عزم علية بالخمر وافق الرجل العجوز وشرب الخمر مع ابراهيم
الموصلى ، لاكن الرجل العجوز طلب من ابراهيم ان يغنى له
، كان ابراهيم يعلم ان هذا اليوم هو يوم اجازته
، لاكن كان مضطر لذلك لان الرجل العجوز ضيفه
وبداء يغنى .
اعجب الرجل العجز بصوت ابراهيم الموصلى وقال له اكمل الغناء وسوف اعطى لك
يا ابراهيم مكافاءه لم يعطيها لك احد من قبل ، من هنا قرر ابراهيم الموصلى ان يبدع ويطلع احسن ما لدية من الغناء والعزف
على العود واللحن ، عندما انتهى ابراهيم الموصلى كانت مكافاءه الرجل العجوز له انه قال له هل
تسمح لى بالغناء فاستعجب جدا ابراهيم كيف هذا الرجل العجوز يطلب منه انه يغني ، لا يوجد احدا افضل من ابراهيم فى المدينه كلها ، لذلك قرر ابراهيم الموصلى ان يسمح للعجوز ان يغنى واعطاه العود.
وعندما لحن وغنى هذا الرجل لم يقدر ابراهيم الموصلى ان يتكلم بسبب روعه
وجمال وصوت واسلوب هذا الشخص بالغناء لدرجه ان ابراهيم الموصلى قال انه يشعر كان
الجدران تغنى مع الرجل بسبب جمال صوته وروعته لدرجه ان ابراهيم الوصلى كان سوف
يجنن من ما يفعله هذا الرجل العجوز .
وكانت مكافاءه الرجل العجوز لابراهيم الموصلى انه اعطاءه الشعر وطريقه
التلحين والغناء التى ابدع بها لا براهيم وقال له علم جواريك كيفيه الالقاء واذهب
الى الخليفه واللقى له بما سمعت فكل ما غنيت لك انى وضعته بداخلك اي ( ان كل هذه
الاشعار وطريقه الغناء وطريقه التلحين وبراعه اللسان فى مخارج اللفاظ وضعها الرجل
العجوز بداخل ابراهيم الموصلى ليصبح يحفظها عن ظهر قلب من اول مره ) .
وفى لحظه رايء ابراهيم الموصلى الرجل العجوز اصبح ثراب ، فذهب مهرول الى خدامه علي باب مجلسه يسالهم هل احد دخل
المجلس كان الرد لايوجد احدا دخل المجلس ، فذهب الى جوارية وسالهم هل سمعتم صوت احدا يغني كان ردهم علية نعم سمعنا
صوت رجل يغنى ما سمعنا مثله من قبل من روعه وجمال هذا الصوت .
لاكن عندما ذهب ابراهيم الموصلى الى مجلسه سمع صوت يطلع من الجدران ، يقول له انا ابليس وكنت نديبك اليوم ، لذلك خاف ابراهيم الموصلى وذهب الى الخليفه هارون الرشيد وقرر ان يحدثه عن
كل ما حدث معه فى مجلسه ، كان رد الخليفه على ما سمعه وهل حفظت ما غناه قال ابراهيم للخليفه لم اجرب
هذه الطريقه من اللحن والغناء من قبل ، فقال له هارون الرشيد اذا جرب الان وبالفعل ابراهيم الموصلى كان يحفظ الشعر
وطريقه الغناء واسلوب اللحن ، كما سمع بالضبط من الرجل العجوز ، لاكن ما سوف حدث من هارون الرشيد من اعجاب وامبهار ، هو انه قال لابراهيم الموصلى كان اغرب من اي شيء سوف تسمعه ، فقال الخليفه هارون الرشيد ( الشيخ كان اعلم منك بما قال بانه اخذها وفرغها
فيك فليته امتعنا بنفسه يوما كما امتعك ) . عزيزى القاريء هذه ليست اضحوكه بالفعل
التاريخ سجل هذا بما حدث من قول هارون الرشيد لابراهيم الموصلى بهذه المقوله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق