عبد السلام بن رغبان (ديك الجن)
المقدمة :
فى عهد الخلافه العباسية كان يقام بها مجالس الغناء والطرب ، وكان هناك ايضا مجالس للشعر و العزف على العود وكانوا الخلفاء العباسيين
مغرمين بالفن والطرب ، لدرجه ان مجالسهم كانت شعر وغناء و
موسيقى .
الشخصية التى نتحدث عنها اليوم هو شاعر ، لاكن من شعراء الواحده وهذه التسميه تقال على الشعراء الذين اشتهروا بسبب
قصيده واحده فا بطل شخصية اليوم له ابيات
وقصائد شعر كثيرة ولاكن عرف واشتهر بسبب قصيده واحده ، نحن نعلم ان جميع الشعراء فى ذلك الفترة الزمنيه كانوا ينشدون اشعار مدح
للرزق ، فهم كانوا يذهبوا الى مجالس الامراء والسلاطين وينشدوا اشعار المدح عليهم
فياخذوا اموال وهدايا منهم ، لاكن صاحب قصتنا اليوم هو مختلف فى كل شىء لدرجه انه بالفعل لقب ايضا
بالشاعر المجنون وعندما حب فتاه كانت نصرانية ، ما فعلوا بالفتاه
سوف يكون هناك اختلافات فى راي كل قارىء بالفعل هذا الشاعر مجنون ام مظلوم ام
مخدوع ام ماذا ؟ الان
نحكى قصتنا اليوم .
القصة :
الاسم : عبد السلام بن رغبان الحمصى .
المنشاء : حمص عام 161 هـ.
عبد السلام بن رغبان الحمصى تم تسميته بديك الجن لانه كانت عيونه خضراء
ولحيته يحنيها وكان مصرف جدا فى شرب الخمر وكان يحب السير بين البساتين .
عبد السلام بن رغبان كان شاعر ومعروف جدا ، لاكن كان مختلف نهائيا عن جميع الشعراء فى عهده جميع الشعراء كانوا يذهبون
الى عاصمة الدولة العباسية بغداد ليلتقوا بالامراء والخلافاء فا يمدحوهم وياخذون
منهم الاموال والهدايا ، لاكن ديك الجن كان من عائلة ثرية وكان اعمامه وباقى عائلته ذو مناصب كبيرة
جدا بالدولة ، لاكن ديك الجن عكس جميع عائلته فهو كان لا يعمل وكان صاحب مذاج اى انه يقيم
فى منزلة كل ليله حفلات كلها شرب خمر وغناء واشعار ولا يفعل شىء فى يومه غير شرب
الخمر .
وكان ديك الجن كان لديه صديق مقرب له ، يسمى الاثير بكر وهو كان مثله يحب شرب الخمر ، وفى يوم من الايام كانوا يمشوا فى بستان ومعهم اغراضهم من فواكه وخمر
وجلسوا فى البستان يشربون الخمر وياكلون الفواكه ، من هنا سمعوا صوت فتيات قريب منهم بداءوا يبحوثون عن مصدر الصوت بين
الاشجار ، فوجدوا اربع فتيات جميلات يغنون قصائد شعرية وكان من بين الاربع فتيات بنت
فائقه الجمال اكثر من اصدقاءها ، كانوا الاربع فتيات من دير نصرانى ، لاكن ديك الجن وصديقه لم يعلموا ، لاكن الفتاه الجميلة كانت تنشد شعر كان من ضمن اشعار ديك الجن .
بداء يسمع ديك الجن هذه الفتاه وهى تنشد شعره وعندما انتهت الفتاه طلع ديك
الجن هو وصديقه للفتيات ، اظهروا نفسهم وبداء ديك الجن يتحدث مع الفتاه وعرف ان اسمها وردة وقال لها
ديك الجن ان الشعر الذى كنتى تنشديه هو يخصنى وان هو ديك الجن .
بدات الفتاه تتعجب لانها تحب اشعار ديك الجن ، لاكن لم تراه من قبل فبداءت تظن انه يكذب وهو ليس ديك الجن ، فقالت له اذا كنت ديك الجن انشد شعر الان لم يسمعه احد غيرى ، بالفعل انشد لها شعر واقتنعت بالفعل انه هو بعد ان انشد الشعر باربع طرق
مختلفه لكى تصدق انه ديك الجن .
بدات الفتاه وردة تحب ديك الجن فهو شاعر معروف جدا فى زمنه ومن العائلات
المعروفه وايضا ديك الجن بداء يعشق وردة بسبب جمالها وبداءت قصه الحب من هنا ، وجلس معها حتى اقتربت ان تغيب الشمس ، عند ذهاب الفتيات بداء ديك الجن هو وصديقه يمشوا خلف الفتيات وانشد اشهر
واروع قصيده لورده والذى اشتهر بها عندما كان يمشى خلفها ، وعلموا انهم فتيات نصرانيات لاكن جمال وردة لم يغيب عن خيال ديك الجن ، بداء ديك الجن يذهب الى البستان كل ليلة لوحده لكى يقابل وردة ولاكن صديقه
رفض ان يذهب معه بسبب انهم ديانه مختلفه ، وبالفعل بداء ديك الجن يتقابل لوحده مع وردة كل ليلة
وينشد لها اشعار حتى مرت الايام وعرض ديك الجن على وردة الزواج .
بالفعل دخلت الدين الاسلامى وردة لحبها الشديد لديك الجن وتم زواجهما ، كانوا يعشقون بعضهما البعض لدرجه ان قصتهم كانت اجمل قصة حب بالشام فى حمص ، بداء ديك الجن يبعد عن الخمر ، لاكنه كان لديه ديون كثيرة جدا .
كان لديك الجن بن عمه يسمى ابو الطيب ، لاكن كان رجلا خبث وخائن وكان يحقد على حب وردة الجميلة لديك الجن ، فكان ابو الطيب معجب بوردة وكان يريد ان يقترب منها ، لذلك كان يقف ابو الطيب بالقرب من منزل ديك الجن وعندما يذهب ديك الجن ، يطرق الباب ابو الطيب ويبداء يفتح الحديث مع وردة ويلقى نظرة عليها بطريقه
ملحوظه ، خافت جدا وردة انها تحكى ما حدث لديك الجن لانها تعلم كم يحبها ديك الجن ، وما سوف يفعله مع بن عمه فجعلت ما حدث سر.
ولاكن يكرر ابو الطيب كل يوم فى طرقه للباب عندما ديك الجن يذهب خارج منزلة
، بداء ابو الطيب ينشد اشعار غزلية لها وبداء ينطق الفاظ خارجه ، لاكن وردة صرخت فى ابو الطيب وهددته انها سوف تقول لديك الجن جوزها عما
يفعله ابو الطيب .
لاكن وردة لم تتحدث عن اى شيء مع جوها ديك الجن ، بداء ابو الطيب يخطط ليهدم بيت بن عمه لاياخذ وردة له ، كان ابو الطيب يداين ديك الجن بمبلغ كبير جدا جدا فطلب منه السداد ، فبداء ديك الجن يقول له اصبر على دينك ، لاكن ابو الطيب كان يرفض واقترح ابو الطيب على ديك الجن ان يشعر للوالى (
الحاكم ) فى بغداد فياخذ اموال وهدايا
ويقدر على السداد فى اسرع وقت فوافق ديك الجن .
بالفعل اليوم التالى ودع ديك الجن زوجته ورده التى يعشقها و ذهب مع قافله
ورحل عن المدينه ليقابل الوالى وينشد له باشعار فياخذ اموال ، من هنا بداء ابو الطيب كل ليلة يذهب الى وردة ويراوضها عن نفسها وكانت تصون
جوزها كل ليلة من ابو الطيب ، بداء ابو الطيب يعلم انها لم تفعل شيء مما يريده ، فقرر ان ينتقم من وردة بافظع
انتقام ، بداء ابو الطيب يذهب الى القوافل ليعرف متى يصل ديك الجن وعندما علم بموعد
وصوله ، ذهب الى الصديق المقرب لديك الجن الاثير بكر وقال له ان ديك الجن توفى وهو
مسافر ، بداء الاثير بكر يبكى بكاء شديد على وفاه صديقه ، لاكن قال له ابو الطيب تمالك نفسك لانك افضل شخص يذهب الى وردة لتبلغها ، بالفعل تمالك نفسه وذهب الى وردة لكى يبلغها وفاه زوجها .
ابو الطيب خرج يركض الى مكان وصول القوافل وقابل بن عمه ديك الجن اخذه فى
احضانه ، ثم بداء يشتم ديك الجن ويقول له انت يا ديك الجن وزجتك وصديقك اتيتم بالعار
لنا ولعائلتنا ، فقال له ديك الجن ما الذى حدث ، بداء من هنا ابو الطيب يقول ان جميع الايام التى سافرت فيها كان صديقك
وزوجتك يمكسون مع بعضهم البعض .
من هنا جن جنون ديك الجن لما سمع ، ذهب مسرعا الى منزله وجد صديقه يبكى على الباب و وردة تبكى خلف صديقه من
هنا ظن ديك الجن ان صديقه ووردة يبكون لانهم انكشفوا امام الناس وامامه ، اخرج سيفه وقتل صديقة الاثير بكر
وركضت وردة من بشاعه المنظر داخل المنزل ، لاكن ديك الجن ركض خلفها وقتلها واصبح ملابس ديك الجن كلها دماء صديقه و
زوجته ورده .
من هنا بداء ديك الجن يفقد صوابه ولا يثق باحد نهائيا لانه كان يعتقد ان
اقرب الناس له خانوه ، مرت سنوات وليالى كثيرة وديك الجن فى اتعس حالاته حتى ان جاء يوم من الايام
كان ابو الطيب يلفظ بانفاسه الاخيرة ، فكان يشعر بالذمب لما فعله وقرر ان يعترف لديك الجن فامر ابناءه ان ياتوا
بابن عمه ديك الجن ، بالفعل حضر ديك الجن وجلس بجوارة وقال له بما حدث ان صديقك وزوجتك ابرياء
ولم يخنوك ومات بعدها ابو الطيب .
لاكن ديك الجن انهار تماما لما سمعه من ابو الطيب ، واصبح ديك الجن يذهب ليلا ونهارا الى قبر زوجته وقبر صديقه ويشرب خمر وكان
يضع بعض التراب من قبر زوجته مع بعض التراب من قبر صديقه فى زجاجه الخمر ويشربها .
وهنا قد انتهت قصتنا عن بطلنا ديك الجن فهى بالفعل ابشع واتعس قصه حب فى
التاريخ العربى .
اعتذار لكل المتابعين لم اضع اى ابيات للشعر او قصائد خصوصا
ما اشتهر به فى القصه لوجود بعض الالفاظ ارى انها تخدش الحياء العام ......
اذا احببت ايها
القارىء ان تعرف اكثر عن ديك الجن اقراء كتاب التراث الشعبى الحمصى فهو افضل كتاب
تحدث عن ديك الجن بالتفصيل .
ويوجد له ابيات شعر وقصائد جميلة جدا للاطلاع من موقع ديوان اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق