الخنساء
مقدمة:
البداية قصه الخنساء قصة حزينة جدا ولكن اعلم ايها القارىء انها
صحابية جليلة رضى الله عنها وهى ام الشهداء فى الاسلام وشاعرة فكيف لا تعرف قصتها.
قصتنا اليوم تدور احداثها فى فترة صدر الاسلام، هو مصطلح يستخدم
للدلالة على السنوات الاولى للاسلام، من اول بعثه الرسول -صلى الله عليه
وسلم- الى اخر ايام الخلفاء الراشدين،
فى هذا الوقت كان العرب تتباهى باللغه العربية، لذلك فهم كانوا شعراء بالفطرة وظهر
كثيرا جدا من الشعراء فى ارض العرب، كان لكل قبيلة فى العرب شعراء خاصون بهم
وكانوا يتنافس فى الشعر فى سوق عكاظ، لكن من النادر جدا ان تظهر امراءه وتكون من
افضل الشعراء، خصوصا شعر الرثاء ويخلدها التاريخ فيه، وهى الخنساء الملقبه بشاعرة
الحزن.
قصتنا :
الاسم: تماضر بنت عمرو بن الحارث.
ولدت تماضر عام 575 ميلادى فى فترة الجاهلية، والدها كان صاحب سلطه واحد كبار العرب، كان لديها اخوه اثنين الاول اسمه معاويه والثانى صخر، لقبت تماضر بالخنساء لأن انفها كانت اخنس اى محدب او كما يقال عند العرب قديما ارتفاع ارنبتى انفها وهذه من علامات الجمال، تماضر كانت من اجمل نساء العرب من صغرها.
وعندما كبرت تماضر (الخنساء) رائها رجل يسمى دوريد بن الصمه وهو
كان فارس بنى هوازن فى ذلك الوقت، اعجب جدا بتماضر وقال لها بيت شعر (حيوا تماضر
واربعوا صحبى، وقفوا فان وقوفكم حسبي، اخناس قد هام الفؤاد بكم، واصابة تبل من
الحب)، بعدها تقدم دوريد الى والد تماضر لخطبتها، فقال والدها لا بد ان يسالها،
عندما سالها والدها كان ردها بالرفض وقالت (ما كنت لادعى ابناء عمومتى وهم مثل
عوالى الرياح واتزوج شيخا) هنا كانت الخنساء تقول انها كيف تتزوج برجل كبير واولاد
عمومها موجودين وشباب، فقال والدها لها (وقاك الله يا ابنه ال عمرو من الفتيان
اشباهى ونفسي وقالت اننى شيخ كبير وما نباتها انى ابن امس فلا تلدى ولا ينكحك مثلى
اذا ما ليله طرقت بنحس) وهنا كان يعاتبها والدها على رفضها واختيار اولاد عمها
لانه كان يرى انهم لايصلحوا لها فى الزواج، لكن وافق والدها على زواجها من ابن
عمها وهو عبد العزى، تزوجت الخنساء من عبد العزى وهو كان رجل يحب لعب القمار وفى
يوم من الايام خسر كل امواله فى لعب القمار فذهب الى الخنساء وقال لها انه يحتاج
الى الاموال وكانت الخنساء تحبه لانه اختيارها، فذهبت الى اخيها صخر وطلبت منه
اموال فذهب صخر وجمع كل مايملك من اموال وماشيه وغنم، قسمها بالنصف وقال للخنساء اختارى
ما تريديه، صخر فعل مع اخته الخنساء هذا لانه يحبها حب شديدا، فاخذت الخنساء نصف
ثروة اخيها واعطته لزوجها عبد العزى ومرت الايام وخسر زوجها الاموال فذهب اليها،
كانت لا تريد ان تطلب الطلاق حتى لا يتم معايرتها بزوجها الذى اختارته، وفعلت ما
فعلته من قبل مع اخيها صخر وقسم اخوها جميع ممتلكاته بينه وبينها وتم تقرار هذا
مره ثالثة، حتى فاض بالخنساء الكيل وطلبت من ابن عمها الطلاق وبالفعل تم انفصالهم.
مرت ايام عديده حتى تزوجت الخنساء من شخص اخر يسمى مرداس بن ابى
عامر وانجبت منه أربعة ابناء.
كان اول شعر للخنساء بالرثاء عندما قتل اخيها معاوية فقالت (الا لا
اري فى الناس مثل معاوية، اذا طرقت احدى الليالى بداهية، وكان لزاز الحرب عند
شبوبها، اذا شمرت عن ساقها وهى ذاكية، وقواد خيل عند اخرى كانها، سعال وعقبان
عليها زبابية).
كان صخر اخو الخنساء يريد ياخذ ثار اخوه معاوية وقدر صخر ان ياخد
ثار اخوه، لكن طعن من الخلف وبقى بالفراش حتى توفى، والخنساء كانت تحب اخيها صخر
بشكل جنونى فقالت شعر رثاء له (بكت عينى وعاودها قذاها، بعوار فما تقضى كراها، فمن
للضيف ان هبت شمال، مزعزعه تجاوبها صداها، هناك لو نزلت بال صخر، قرى الاضياف سخنا
من ذراها، ليبكى عليك قومك للمعالى، وللهيجاء اذ انت فتاها).
بعد موت اخيها صخر قررت الخنساء حلق شعرها ووضعت خفى او نعال اخيها
على خمارها ومرت الايام ومات والدها وايضا مات زوجها ولا يبقى لها احدا غير
ابنائها الأربعة.
ذهبت الخنساء الى سوق عكاظ الذى كان يتم فيه منافسة الشعراء
باشعارهم ، دخلت الى النابغه
الذبيانى وهو كان فى وقتها شاعر شعراء العرب ومحكم بينهم ، كان جالس بجوارة
حسان بن ثابت وقالت من الشعر الذى جعل النابغه الذبيانى يقول لها ( لو لم يمرنى
الاعمى قبلك ، لقولت انك اشعر
الانس والجن ) وبداء حسان بن ثابت يروى الشعر فى المجلس والخنساء تروى اشعارها
عليه امام النابغه الذبيانى ، لاكن هى بالفعل
فازت على حسان بن ثابت بالشعر .
مرت سنوات حتى بعث الرسول عليه الصلاه والسلام عام 610 م ودخلت
الخنساء الاسلام هى وابناءها، وكانت تشجع ابنائها على الجهاد فى سبيل الله كما
علمهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
سنوات وسنوات، حتى جائت معركه القادسية عام 636 م والتى بها سوف يفتح
المسلمين بلاد فارس وذهب ابنائها الأربعة لمعركه القادسية وانتظرت الخنساء رجوع
ابنائها، لكن استشهدوا الأربعة فى المعركه، لكن الخنساء لم تحزن كما فعلت مما
فقدته فى الجاهلية، قالت على استشهاد ابناءها (الحمد لله الذى شرفنى على استشهادهم
واسال الله ان يجمعنى وياهم بالجنه)، ذهبت الخنساء وهى كبيرة بالعمروابنائها شهداء
الى معسكر الجنود لتداوى الجرحى وتساعد فى اعداد الطعام وسميت ام الشهداء.
اصبحت تماضر بنت عمرو بن الحارث صحابية جليلة رضى الله عنها
لاعتناقها الاسلام، ولما قدمته من اعز ما تملك لقلبها ابنائها، شهداء فى سبيل الله
تعالى وتوفيت عام 645 م.
من هنا قد انتها ملخص قصتنا عن الخنساء شاعرة الحزن والرثاء ، ويوجد لها اشعار ودواوين شعر لامثيل له ، لاكن فى الرثاء لما فقدته من اخوتها معاوية وصخر ، اذا احببت عزيزى القاريء ومهتم بشعر الرثاء يمكن ان ترى هذا الشعر فى كتاب انيس الجلساء فى شرح ديوان الخنساء وهذا رابط للتحميل اضغط هنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق