قيس بن الملوح ( مجنون ليلى )
المقدمة
:
كلنا فى الوطن العربى نعرف جيدا روميو وجوليت ، لانها قصص بالادب الغربى وبسبب انتشار رواياتهم فى الاعلام الغربى وتصدير
الاعلام الغربى لجميع رواياته وقصصه لنا ، فتربينا ونشانا على ان روميو وجوليت من افضل
قصص الحب فى الروايات ، لاكن هناك قصص وروايات عن الحب فى الادب العربى كثيرة جدا جدا ، منها قيس وليلى او مجنون ليلى ، هذه واحده فقط من الروايات العربية وهو ما سوف نتكلم عنه فى قصتنا اليوم ، قبل ان نبدا اعلم ايها القارىء ان قيس
وليلى جاءوا فى فترة صدر الاسلام ، كانت العرب تتباهى باللغه العربية لذلك فهم كانوا شعراء .
القصه
:
قيس بن الملوح هو من بنى عامر من قبيلة هوازن وتسكن فى نجد ، ولد قيس بن الملوح عام 645م ، كان له ابنة عمة تسمى ليلى بنت سعد ، هى من نفس قبيلة هوازن ، كان قيس وليلى يحبون بعض منذ الطفولة فهم نشاوا فى قبيلة واحده ، وكانوا ودودين جدا مع بعض بحكم صلة القرابه التى بينهم .
وكان والدهما يعملون بالرعي فى الاغنام ، كان قيس يساعد والده منذ الصغر فى الرعى ، ايضا ليلى كانت تساعد والدها فى رعى الاغنام ، كان قيس بن الملوح عندما يرى ليلى فى ساحه رعى الاغنام كان قلبة ينفطر لها من صغره ، لاكن فى يوم من الايام قرر والد ليلى انها تترك الرعي وتجلس بالمنزل كباقى
بنات العرب قديما ، قيس كان هايم وعاشق لليلى ولا يقدر
على افتراقها ، لذلك بداء قيس ان ينشد الاشعار الغرامية والاشتياقية لمعشوقته ليلى ، ايضا ينشد اشعار عتاب على الزمن الذى جعله يكبر بالسن هو وليلى ولم يبقي
يراها كما كان فى الماضي .
قيس اعلن حبه لليلي صراحه فى قبيلته ، عن طريق اشعارة الغرامية لها وفى فترة صدر الاسلام كان العرب يعيشون حياه
قبيلة ، كان من عادتهم انهم ينبذون الشخص الذى يتغزل بامراءه ، لدرجه انه من العار على اهل البنت ان تتزوج من هذا الرجل ، حتى وان كان بن عمها .
لم يقدر قيس على فراق ليلي فقرر انه يتقدم لها للزواج وجمع 50 ناقه كا مهر
لها ، لاكن عندما ذهب قيس لخطبه ليلى ، كانت هناك الصدمه انه يوجد شخص اخر
يتقدم لها وهو يسمى ورد من قبيلة صقيف ، فقرر والدها سعد حينها ان يبلغهم انه سوف ياخد رأى بنته ليلي ، عندما دخل سعد والد ليلى ليبلغها فهى كانت ترغب فى قيس فانهم يحبون بعض منذ
الصغر ، لاكن كان رد فعل والدها سعد انه اجبرها انها سوف تكون لورد لما فعله قيس من
غزل بها فى اشعارة .
وبالفعل قرر والد ليلى ان يخطبها ويزوجها لورد ، دون ان يكون لها حق فى الاختيار ، فحارب كثيرا قيس بن الملوح لكى تكون ليلى من نصيبه ولاكن كل ما فعله لم
يكون له تاثير وبالفعل تزوجت ليلى بورد .
وهنا قيس بن الملوح فقض عقلة بسبب سماعه زواج ليلى بورد ، بداء قيس لايفكر ولا يهتم بنفسه ولا بالدنيا ، اصبح لا يتحدث عن شيء سوى ليلي فكان والده يري ابنه مكسور القلب فقرر ان
ياخذه عند الكعبه لكى يبعده عن ليلى والتفكير بها وبالدعاء له فى حرم الكعبه .
عندما ذهبوا الى الكعبه قال الاب لابنه قيس اذهب الى الكعبه وادعوا الله ان
يخرج من قلبك وعقلك حب ليلى ، بالفعل ذهب قيس الى الكعبة وامسك بستار الكعبه وقال اللهم زدنى ليلى حبا
وبها كنفا ولا تنسنى ذكراها ابدا .
وعندما رحل قيس بن الملوح هو و والده من الكعبه لقبيلتهم هوازن ، قرر قيس بن الملوح ان يذهب فى كنف الليل الى قبيله ثقيف وهى قبيله ورد زوج
ليلى ، كان هذا اليوم بارد جدا فوجد ورد يجلس هو وكبار قبيلة ثقيف يشعلون حطب وقال
الى ورد (( بربك هل ضممت اليك ليلى , قبيل الصبح او قبلت فاها ؟ , وهل رفت عليك
قرون ليلى , رفيق القحوانة فى نداها ؟ , كان القحوانا وسحيق مسك وصوب الغاديات قد
شملن فاها )) ، فكان رد فعل ورد على قيس بن الملوح بما انك
حلفتنى بربى نعم قد فعلت ، من هنا لم يقدر قيس على رد ورد عندما قال له نعم ، فمسك قيس جمرتين من الحطب بيده الاثنين حتي حرقت يداه واغم عليه .
عندما سمعت ليلى بما حدث قالت اشهر بيت شعر لها (( كلانا مظهر للناس بغضا ,
وكل عند صاحبة مكين , تحدثنا العيون بما اردنا , وفى القلبين هو دفين )).
قرر قيس بن الملوح انه لن يعيش مع قبيلته وقرر ان يعتزل الحياه ويعيش بجوار
قبيلته ولاكن فى عزله تامه ، لدرجه انه كان ياكل ويشرب عن طريق امراءه كانت تضع فى وعاء الاكل ، وكان قيس بن الملوح ياخذ الاكل من الوعاء ويذهب الى الصحراء وحيدا حتى كبر
بالعمر وعندما توفى قيس بن الملوح لم يعلم احدا ، الا السيده التى كانت تضع الاكل له وجدت الوعاء لم يؤخذ منه الاكل ، فعلمت انه توفى ، ذهبت الى اخوت قيس لتبلغهم بان قيس
قد توفى ، بالفعل ذهبوا يبحثون عنه فى الصحراء فوجدوا قيس متوفى بين صخور وناحت بين
الصخور بيتين من الشعر وهو (( توسد احجار المهامة والقفر , ومات جريح القلب مندمل
الصدر , فياليت هذا الحب يعشق مرة , فيعلم ما يلقى الم الحب من الهجر )).
نهايت اشعار قيس بن الملوح كما قرائتها عزيزى القارىء ما فى اعظم منها ، فهو يعاتب الحب ويقول له ليتك تحب وتعشق مثلنا وتعرف يا حب كيف نحن نعانى
ونتالم من فقدان الحبيب .
يقال اصبح قيس بن الملوح مجنون ليلى ، بسبب انه يسير بالصحاري ويشعر بليلى وبالفعل جن جنونه فكان يذهب الى اسوار
دمشق والى الحجاز ونجد .
وهناك اقوال بانه سمى مجنون ليلى ، بسبب بيتين شعر وهما (( وانى مجنون بليلى موكل ولست عزوفا عن هواها ولا
جلدا , اذا ذكرت ليلى بكيت صبابة لتذكرها حتى يبل البكا الخدا )).
وهناك قول اخر بانه سمى مجنون ليلى ، بسبب عشقه وهيامه وحبه الشديد لليلي الذى لم يقدر على نسيانه ابدا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق